يشعر الفرد عادة برغبة قوية للنوم بعد وجبة الغداء وتكون لديه القابلية للنوم ولو دقائق قليلة حتى لو كان جالسا على كرسي بعد تناوله الطعام ثم يقوم ممتلئا بالنشاط والحيوية والنوم بعد الظهر. كان ذلك بصفة عامة يعتبر مظهرا غير صحي وتعبيرا عن الكسل والخمول ، غير ان ما توصلت اليه الدراسات الحديثة في مراكز بحوث النوم في الدول المتقدمة اظهر فائدة مهمة لنوم الظهيرة. فقد وجد ان الانسان لديه اصلا استعداد طبيعي للنوم مرتين في اليوم مرة لمدة قصيرة بعد الظهر، واخرى لمدة طويلة ليلا، كما توصل العلماء الى فائدة النوم ظهرا في زيادة نشاط الجسم وتحسين حالته المزاجية ليصبح اكثر سعادة ومرحا وقدرة على العطاء بقية ساعات اليوم. ولقد دفعت هذه النتائج كثيرا من الدول، مثل الصين واليابان، الى تشجيع عادة النوم ظهرا لدرجة ان اليابان تنشئ صالات في بعض اماكن العمل يسمح فيها للعاملين بالنوم ظهرا لفترات قصيرة. كما ان بعض اطباء الدول الاجنبية ينصح بالنوم ظهرا لفترة قصيرة لمن يشكو عادة من مشاكل الحموضة في المعدة. واذا كانت الدراسات العلمية تؤكد صحة النوم قليلا بعد الغداء فانها تتفق في ذلك مع جزء المثل الشعبي الذي يقول «تغدى وتمدى ولو الخيل تطاك»، غير انه لا يفضل عادة المشي مباشرة عقب وجبة العشاء وهو ما لا يتفق مع بقية المثل «تعشى وتمشى ولو بطول عصاك» لان الجسم بعد تناول الطعام وامتلاء المعدة به يوفر لها كل نشاطه للمساعدة على سهولة وكفاءة اتمام الهضم، ويكون ذلك بالطبع على حساب درجة نشاط بقية اعضاء الجسم الاخرى بما فيها المسؤولة عن الحركة والمشي.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire