«وحــــوش» في غـرف النـــــوم!!حكايات زوجات مع غرائب «سي السيّد» في الفراش!

-
زوجة عذراء هجرت  البيت هربا من طلبات زوجها الغريبة!
«وحش» يغتصب زوجته ليلة «الدخلة» ويحرق جسدها بأعقاب السجائر ويصوّرها عارية!
مختصون يجيبون عن السؤال الساخن:«أين يبدأ حق الرجل في جسد زوجته وأين ينتهي؟»
« بطّال» ينام نهارا و«يعبث» بزوجته ليلا!
تشكل العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة ركناً هاماً وأساسياً في الحياة الزوجية، وتمثل في أغلب الأحيان السبب الرئيسي لنجاح الزواج أو فشله لكونها تصوغ الشفرة السرية التي تضمن استمرار التقارب بين طرفيها وعدم نفور أحدهما من الآخر …لكن الواقع  يكشف أن  هذه العلاقة الخاصة التي يصفها البعض بعلاقة  «مودة ورحمة» – لاكسائها مسحة من القداسة – تنحرف أحيانا  لتتحول  إلى اغتصاب واكراه مادي ومعنوي ووسيلة لتصريف نزوات وغرائز خالية من مشاعر المحبة التي يبنى عليها  الميثاق الغليظ – الرابطة الزوجية –
فأي معنى للاغتصاب في نطاق  العلاقة الزوجية ؟وكيف تتمظهر هذه الظاهرة من خلال حكايات المتضرّرات منها ؟كيف تتفاعل قوانيننا مع هذا الداء للتصدّي  لهذه الظاهرة ؟وما هو سر تسلّلها  إلى  علاقة زوجية يفترض بين اطرافها التوافق والوفاق؟
«التونسية» تطرّقت إلى  الموضوع عبر قضايا وشهادات حية تكشف حدة هذا العنف الخاص المسكوت عنه في اغلب الاحيان نظرا لحساسيته وارتباطه بأمور مازالت تعد من المحظورات التي عليها ان تبقى مخفية  وراء جدار العيب والحياء …
ذلك ان بعض النساء المتضرّرات من هذه الظاهرة ونظرا لما تمثّله من طعن في كرامتهن لم يترددن  في اللجوء إلى المحاكم والإدلاء باعترافات  عمّا تعرّضّن له  من عجائب وغرائب وقعت لهنّ خلف الجدران المغلقة.
ففي سابقة غريبة عرضت على المحاكم التونسية تقدمت زوجة إلى احد مراكز الأمن بشكوى ضد زوجها متهمة اياه بإطلاق العنان لشذوذه ليلة الدخلة حيث عمد إلى اغتصابها بوحشية والاعتداء عليها بالفاحشة إلى جانب احراق جسدها بالسجائر ولم يكتف بذلك بل ختم ليلته بان التقط لها صورا وهي عارية قبل مغادرته غرفة الفندق الذي اختاره لقضاء أول ليلة من شهر العسل. ومباشرة اثر خروجه اتصلت بشقيقها الذي وجدها في حالة سيئة فنقلها إلى المستشفى وقد تبين انها تعاني من نزيف دموي حاد وان  حالتها تستوجب عرضها على طبيب نفساني …
امراة أخرى ذكرت انها متزوجة منذ عدة سنوات ومع ذلك فهي «عذراء »-لأن زوجها يرفض «تنفيذ عقد الزواج» رغم انه  لا يعاني  من عجز جنسي – لان زوجها يجبرها  على إتيانها بطريقة مخالفة للشرع وكانت كلما ترفض ذلك ينهال عليها ضربا ويحرقها باعقاب سيجارة كما يجبرها على مشاهدة اللقطات الاباحية من خلال بعض الأقراص المضغوطة ويطلب منها تطبيق ما تشاهده بالضرب .والزوجة أكدت أنها  ظلت تعيش هذه المعاناة في صمت خوفا من الفضيحة ومن نظرات المجتمع إلى أن كانت اللحظة الفارقة حيث طلبت منه أن يتجنب ما يؤتيه من تصرفات عنيفة وشاذة واعلمته انها ترغب في انجاب طفل فقام بمواقعتها بطريقة غير طبيعية – نترفع عن ذكر تفاصيلها الحرجة التي كشفت عنها – ثم انهال عليها بهراوة حتى شج رأسها اثر ذلك منعها نهائيا من الخروج وكرر العملية أياما إلى أن نجحت في الفرار من المنزل …
معاناة أخرى ترجمتها كلمات امرأة  باتت عاجزة عن تحمّل معاملة زوجها القاسية لها إذ  انها كلما تستيقظ كل صباح تشعر بالازدراء نحو نفسها لأنها مازالت تتحمّل  العيش معه   هذه المرأة أكدت أنها  كلما ا تخذ ت  قرارا في شأنه تتراجع عندما تشاهد ابناءها الاربعة يلتفون حولها ويحاولون مواساتها  كلما تعرضت للمهانة من والدهم.  هذه المرأة اكدت أنها  تستيقظ من السادسة صباحا لتذهب للعمل كعاملة تنظيف في المنازل والمكاتب  وتعود مساء بعد يوم مضن كل ذلك من اجل توفير لقمة العيش لابنائها لان زوجها لايعمل  فهو يقضي كل الليل في مشاهدة الافلام  الاباحية وينام في النهار ويرغم كل ليلة زوجته على مشاهدة تلك الافلام معه ثم يجبرها على مضاجعته غصبا وبالضرب والويل لها كل الويل ان رفضت بحجة التعب  اذ يعمد الى ضربها واهانتها والتنكيل بها  هي وابنائها حتى انه في احدى المرات اشبعها ركلا ولكما  ثم جرها الى غرفة النوم واجبرها على معاشرته وهي لا تملك امامه الاّ الاذعان فيما كان اولادها يراقبون تصرفاته من تحت الغطاء وهم خائفون ثم عمد الى تعنيفها حتى تسبب لها في كسر بيدها ولم تنته فصول الجمر عند هذا الحد اذ انه اقدم على استباحة كل المحرمات حتى المحرمات  الشرعية التي تمنع الجماع كل ذلك من اجل ارضاء رغباته على حساب جسدها العليل المنهك هذه المرأة تضيف ان الأيام تتالت وهي على تلك الحال  حتى وصل بها الامر الى  حد لم تستطع تحمله لكن كان ذلك بعد فوات الاوان اذ اكتشفت انها اصيبت بمرض عضال جعلها حبيسة الفراش غير قادرة على الحركة. والغريب في الأمر أن زوجها الذي هو سبب مرضها لم يهتم بعجزها بل تمادى في غيه وتركها لمصيرها المجهول تنتظر الموت في كل لحظة دون ان يكفر عن ذنبه نحوها.
متضررة أخرى قالت  إنها لا تعلم شيئا عن المحبة في العلاقة الزوجية وان زوجها آفهمها منذ الايام الأولى للزواج انه من هواة اصدار الأوامر وأنها مجبرة على الطاعة العمياء كجارية بين يدي سيدها وتضيف هذه الزوجة أن « بعلها» كان  يطلب منها معاشرتها بطريقة متواصلة وأنها عندما ترفض يضربها ضربا مبرحا (طريحة نباشة القبور) ثم يفعل ما يريد والدموع تنهمر من مقلتيها وجسدها يئن من آلام الضرب ,والغريب ـ تقول  الزوجة ـ  انها منذ أن أنجبت ابنها أصبح زوجها  يفضل ممارسة شذوذه على مراى منه وأضافت أنها عندما رفضت اعتدى عليها بمفك براغي في مكان عفتها  وفي كامل جسدها ثم وقف ليعاشرها أمام طفلها ذي الخمس سنوات الذي يبقى ينظر لما يحدث أمامه في صمت وقالت انها اضطرت رغم رفعها العديد من المظالم للقضاء إلى سحب شكاياتها خوفا من مغبة تصرفاته لأن عنفه  لا حدود له … لكن الغريب أن  زوجها كان يعتبر أن رفضها للاستجابة لرغباته هو من قبيل الحرام «جدا» وانه من حقه عليها أن يفعل  ما يشاء كيفما يشاء وقت ما يشاء والاّ تعد ناشزة وتستحق التأديب والضرب بتعلّة أن  المولى (عز وجل) منح الزوج حقا كاملا على زوجته التي ارتبط بها« من اجل اشباع رغباته حتى لا يضطر للزنا الذي هي مسؤولة عنه بدرجة رئيسية»!!!
فتاوى على الخط  تبيح اغتصاب الزوجات
زوجة اخرى اعترفت أن زوجها كان يفرض عليها معاشرته كلما رغب هو في ذلك وأنه  لم يرحم حالتها النفسية عند وفاة والدها وطلب منها قطع موكب العزاء من اجل الاستجابة لنزواته وأضافت أنها عندما اعترضت على صنيعه بحجة أن ما أقدم عليه هو اغتصاب وليس معاشرة زوجية اهانها لفظيا واعتبر أن لا حديث عن اغتصاب في سياق الحياة الزوجية وأنه  زوجها وليس اجنبيا عنها مسندا إلى فتاوى  للحاكم الشرعية تعتبر أن الاغتصاب في الزواج ليس جرما ولا يجوز تجريمه  معتبرا أن الجنس هو جزء من الزواج وأن السيدات اللاتي يزعمن تعرضهن للاغتصاب يكذبن …
تونسية أخرى  تزوجت من تونسي مقيم بدولة عربية أفادت أن لزوجها جنون خاص في علاقته بها حيث يتلبس ببدلة العسكري ويتحوّل الفراش إلى منصّة  أوامر غير قابلة للنقاش -مدعيا أن ذلك من صميم الدين ويتماشى مع روح الفتاوى التي تبيح العلاقة الجنسية بين الزوجين ولو بالقوة -  وعندما رفضت صنيعه  بات يغتصبها منذ مدة طويلة أثناء نومها وانتهى به الأمر إلى اتهامها بالبرود الجنسي وعدم قدرتها على أداء دورها كأنثى ليجد ذلك مدخلا لاقامة علاقات مع اخريات. وقالت محدثتنا أنها  حاولت التقدم بقضية ضد زوجها من اجل الاغتصاب لكن المسالة ليست بهذه السهولة رغم الصبغة الثورية لمجلة الاحوال الشخصية. فالصبغة التوافقية لعقد الزواج تبيح للزوج معاشرة زوجته جنسيا وتقوم حائلا أمام تقبل فكرة الاغتصاب المفترض فيه أن يقع من شخص أجنبي بالقوة …وهو ما جعل بعض الحقوقيين يعتبرون  ان الاهتمام التشريعي لم يرق إلى مستوى هذه الأهمية التي تتمتع بها العلاقة الجنسية وظل قاصراً عن مواكبة خطورة تأثيرها على الحياة الزوجية ومستقبل الزواج بل بالعكس  يمكن القول أن القصور التشريعي ترافق مع وجود بعض الأحكام القانونية التي تخص الجرائم الجنسية عامة والتي تضمنت بعض الشروط التي أساءت من حيث لم يحتسب المشرع إلى حرية الزوجة كطرف في العلاقة مع زوجها وسهلت للزوج انتهاك حرمة جسد زوجته دون خوف أو رادع…
بين مفهوم الحرية الجنسية والواجب الزوجي
بين هذين المفهومين يتأرجح وضع المشرع التونسي الذي لم يتخذ موقفا محددا من مسألة الاغتصاب بين الزوجين إذ غالبا ما تكيف محاكمنا اغتصاب الزوج لزوجته على انه اعتداء بالفاحشة خاضعا لأحكام الفصل 228 م. ج  ، إلاّ أن هذا التكييف حسب رأي فقهاء القانون ومن بينهم الأستاذ بن حليمة من شأنه أن يجعل الباب مفتوحا لمختلف أنواع الاتهامات الباطلة لبعض الزوجات اللاتي قد يفكرن في التخلص من أزواجهن باتهامهم إما بمواقعتهن بالقوة أوبالاعتداء عليهن بفعل الفاحشة وبالتالي فانه قد يكون من الأجدر بفقه قضائنا أن يؤاخذ الزوج الذي يواقع زوجته غصبا مع استعمال القوة المادية لا من اجل الاغتصاب بل من اجل الاعتداء بالعنف خاصة إذا تسبب لها هذا الاعتداء في أضرار جسدية جسيمة.  أما إذا حصل اتصال جنسي بين الزوجين بدون رضى  ولكن دون استعمال القوة المادية فانه من المستحسن تعويض إمكانية تتبع الزوج من أجل الاغتصاب أو الاعتداء بالفاحشة بإمكانية طلبه بالطلاق للضرر كلما امتنعت الزوجة من تمكينه من نفسها. ويستخلص مما سبق بيانه  ان المشرع لم يعرّف صلب الفصل 218 م ج أنواع العنف وهو ما جعل فقه القضاء يتوسع في العناصر الداخلة في إطار الركن المادي  وقد ترتب عن التوسع في الركن المادي لجريمة الفصل 218 م. ج نشوب نقاش قانوني بين رجال الفقه وفقه القضاء انحصر في مدى اعتبار اغتصاب الزوج لزوجته من قبيل العنف المسلط عليها إذ في بعض الحالات يواقع الزوج زوجته غصبا وبدون رضاها وحتى مع استعمال العنف الشديد أو يجبرها على تمكينه من نفسها.
ولقد انقسم الفقهاء الى مؤيد ومناهض لتجريم الاغتصاب بين الزوجين. فقد تبنى اتجاه اول نظرية الحرية الجنسية واستقلالية العلاقات الجنسية بين الزوجين معتبرا انه من غير المنطقي اخضاع الزوجة واجبارها على ممارسة علاقات جنسية مع زوجها غصبا عنها وان كلّ  زوج يواقع زوجته بدون رضاها يؤاخذ جزائيا من اجل جريمة الاغتصاب. وقد أسس دعاة هذا  الاتجاه موقفهم من خلال القول ان المشرع نص على معاقبة كل من واقع انثى بدون رضاها ولم يستثن صراحة الزوجة اي انه يتعين معاقبة كل مغتصب بقطع النظر على علاقته بالمتضررة  حتى لو كانت زوجته. ولقد تبنى فقه القضاء الفرنسي هذا الاتجاه وأقر مؤاخذة اغتصاب الزوجة جزائيا . كما اقرت بعض التشريعات صراحة تجريم الاغتصاب بين الزوجين من ذلك ان الفصل 278من المجلة الجزائية الكندية نص على معاقبة الزوج الذي  اعتدى جنسيا على زوجته سواء كان يساكنها ام لا في تاريخ الواقعة .
اما الاتجاه الثاني فقد تبنى عدم تجريم الاغتصاب بين الزوجين وراى دعاته انه لا يمكن اعتبار الزوج الذي يتصل جنسيا بزوجته غصبا عنها مع استعمال القوة  مرتكبا لجريمة الاغتصاب اعتبارا وان من واجبات الزوجة تمكين زوجها من مضاجعتها وان ذلك  من باب الواجبات التي فرضها المشرّع التونسي على كل واحد من الزوجين بالفصل 23 من مجلة الاحوال الشخصية المنقح بالقانون عدد74المؤرخ في 12جويلية 1993وأنه اعتبارا لذلك  فان الزوج الذي يواقع زوجته انما يقوم بواجبه نحوها المتمثل في واجب المعاشرة او المساكنة عدا في صورة عدم استعدادها او رفضها لذلك. وفي هذا الاطار راى البعض من رجال القانون ان الزوج الذي يتصل جنسيا بزوجته بمكان الوطئ الطبيعي بدون رضاها وحتى بالقوة لايؤاخذ من اجل الاغتصاب ولكن يجوز تتبعه بتهمة الاعتداء بالعنف. أما الاستاذ عبد الله الاحمدي فقد حاول ايجاد معادلة تتمثل في انه اذا واقع الزوج زوجته بدون رضاها وبدون استعمال العنف فيمكن تتبعه من اجل جريمة العنف اذا تسبب لها في اضرار بدنية وهو بذلك لايؤيد التجريم من اجل الاغتصاب بين الزوجين .
الاسلام أنصفها وأرادها انسانة لكن …
في موقفه ممن يدّعون أن الاغتصاب الزوجي حلال يرى  الدكتور في علم الاجتماع الفقه الاسلامي  خالد منتصر  أن القراءة العقلية المنطقية للتشريعات الإسلامية والاحاديث النبوية القوية تبين أن الاسلام أنصف المرأة لكن  الفقهاء ظلموها حيث أرادها  الاسلام انسانة وآرادها الفقهاء جارية…
واعتبر د. خالد منتصر أن الكثيرين  يستنكرون  ويتساءلون: هل العلاقة بين الزوجين فيها مايسمّى مشيرا إلى أن الاغتصاب   فعل جنسى تجبر عليه الضحية بواسطة رجل غريب عنها أي بالضرورة ليس زوجها. وأوضح د . خالد منتصر  هذا التعريف قد تغير الآن بعد رصد العلاقات الزوجية بصورة علمية، ومعرفة أن كثيراً من بديهيات العلاقة الجنسية قد صارت الآن فى ذمة التاريخ مثل رغبة الرجل وفحولته التي بالضرورة تتفوق على رغبة المرأة التى إستغلها البعض فى الدفاع عن تعدد الزوجات، وأيضاً بديهية أن المرأة مجرد وعاء جنسى مستقبل فقط وجسد مستعد للجماع فى أي وقت وليس عليه أن يرفض أو أن يتململ لأن الجنس فى إعتقاد القدماء لا يكلفها  جهداً أو عناء ولذلك كانوا يعتبرون الرفض إما دلالاً منها أو عنجهية وعجرفة لابد أن تعاقب عليها بكسر أنفها المتعالي الممتنع بلاسبب.  وأضاف د.منصر إنه  مع التقدم الحضارى والإجتماعى والعلمى عرف فيما بعد أن المرأة ليست مجرد دمية بلاستيكية بها وعاء مثقوب لتفريغ كبت الرجل الجنسى اللاهث على الدوام والذى يضنيه فحيح الرغبة المتأججة، ولكنها إنسان مثلها مثل الرجل، الجنس عندها لايتمّ بضغطة زر ولكنه يتم بمجموعة معقدة من التفاعلات النفسية والشعورية والجسدية، ولكى تستمتع به لابد أن تكون لديها رغبة وإلا لو إنتفت عندها ومارست مع الزوج رغماً عنها وهى توهمه بأنها مستمتعة فلا فرق بينها وبين العاهرة التى عليها أن تمثّل الإستمتاع حتى يرضى عنها الحريف الذى هو الزوج وبعد الإنتهاء من هذه المسرحية الهزلية من الممكن أن تتقيأ ما فى جوفها قلقا من هذا اللقاء الخالي من المشاعر، وأضاف د. خالد منتصر أن أخر ما توصل  إليه العلم هو أن المرأة تستجيب للمثيرات اللفظية من مغازلات وكلام معسول أى أن الأذن لديها عضو جنسي أساسي والترتيب للقاء لابد له من تمهيدات وملاطفات لا ينفع معها أن يكون الجماع فجائياً بطريقة روتينية فظّة.  أما الرجل فيثيره المشهد لا المسمع ولذلك فالعين عنده مصدر الإثارة ومن الممكن أن يمارس الجنس بلا مقدمات لفظية أو تمهيدات رومانسية، وهنا فرق هام يجعلنا نفهم الجنس عند المرأة كم هو معقد ورافض للإجبار، وهو ما يقودنا إلى إعتبار أن الجنس الذى يمارسه الزوج بالإجبار مع زوجته الرافضة لممارسته معه يعتبر إغتصاباً، ولا ينفيه أويجمّله أو يقلل من حدّته  العقد الرسمي فهذا كله ديكور لا يخفي قبح هذا السلوك البشع من الزوج تجاه زوجته.
كان لابد من هذه المقدمة وهذا التفسير  ـ يضيف د. خالد منتصر ـ حتى ندخل هذه المنطقة الشائكة التى يعتبرها الفقهاء منطقة محظورة، والذين يرون أن  منطقة حق الرجل في جسد زوجته بلا حدود أو موانع وهذا  ـ والكلام دائما للدكتور خالد منتصرـ مجافياً لمنطق الدين الإسلامى الذى أعلى من شأن الإختيار، وكرم الجسد الإنسانى، وأوصى بالنساء خيراً، وليس من المعقول والمنطقى أن تجبر الزوجة على فعل يحتاج كل هذا الكم من الأحاسيس والرغبة والقبول،  فلايمكن أن يعتبر الإسلام الجنس «مونولوغاً» من طرف واحد، ولا يمكن أن يوافق على أن تكون العلاقة الجنسية إغتصاباً مقنناً بورقة، وبالرغم من عدم إجبار القرآن للزوجة على ممارسة الجنس مع زوجها رغماً عنها فإن الفقهاء فسروا الأحاديث والتشريعات فى اتجاه ترسيخ هذا السلوك المونولوجى فى الجنس والذي تجسدت في فتاوى وتخريجات فقهية غريبة.  وتساءل د . منتصر:  كيف تستقيم هذه الفتاوى مع اوامر أخرى للرسول يظهر منها فهمه المرن لمشاعر المرأة وأحاسيسها، وكيف أنه أمر الرجل بألا يقع على إمرأته  كالبهيمة بلا  مقدمات أو ملاطفات، مما جعل أبو حامد الغزالى يقتبس من سنته ويقول فى إحياء علوم الدين «إذا قضى الرجل وطره فليتمهل على أهله حتى تقضي هي أيضاً نهمتها »، وأضاف د، منتصر:  أن الإسلام أوصى بالحفاظ على الإيقاع والتوافق  الجنسى الذى لن يتحقق على الإطلاق بأن نرهب المرأة ونجبرها على أن تباشر الجماع وهى مجبرة لإرضاء زوجها فقط حتى ولو على ظهر جمل وإلا باتت ملعونة، مشيرا إلى أن الاسلام  لن يرضى عن الإغتصاب الزوجى  تحت أي مسمى أو مبرّر وأن الجنس حوار ولا ينفع أن يكون أحد الطرفين ثرثاراً والطرف الآخر أخرس…وأن هذا الموضوع يبقى موضع  العديد من الصعوبات وتبقى تاثيراته السلبية غير قابلة للحصر
تعقيدات ومؤثرات خطيرة …
أشارت الاخصائية في علم النفس «أسماء الفقيه» إلى أن مفهوم الإغتصاب يشمل كل عملية اكراه للزوجة على ممارسة العلاقة الجنسية بشكل يتم فيه استخدام العنف والتهديد دون رضاها …
وأضاف  أن هناك عوامل متعددة تدفع الرجل لإغتصاب زوجته، ولخصت أبرزها  في أننا نعيش في ظل مجتمع أبوي وهيمنة ذكورية، حيثُ للرجل حقّ السيطرة بطريقة مطلقة على المرأة من أجل إرضاء احتياجاته الجنسية، وأن الحق في استعمال السلطة لفرض ما يريد،  فضلا على الإختلاف في التربية لكل من الرجل والمرأة، وأن الرجل ينشأ على ممارسة العنف، بينما المرأة تتربّى على طاعة زوجها والرضوخ له والإنصياع لأوامره، وان  الأهالي يحضرون  أطفالهم على تقبل  هذه الأدوار التقليدية  .
وعن دوافع اغتصاب الرجل قالت اسماء الفقيه  إن المجتمع لا يعترف إلا بالحاجات الجنسية للرجل، بينما المرأة ليس لديها ولو حق التعبير عن احتياجاتها، وكذلك  انعدام التوعية وعدم وجود حرية جنسية مما يؤدي إلى كبت وهذا بدوره يؤدي إلى العنف في العلاقة الجنسية الناشئة إضافة إلى عدم وجود وعي كافٍ لدى كل من الشريكين للحديث والمصارحة عن احتياجاتهم الجنسية   دون أن نغفل دور الكحول والمخدرات لدى البعض التي تجعل منهم اكثر عنفا عند ممارسة الجنس .

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.