يموت اللاجئون الفلسطينيون أينما حلوا جوعاً وقصفاً وتهميشاً ليدفعوا الضريبة مجدداً ،لكن المؤلم هذه المرة أن أصحاب الضمائر الميتة لم يكتفوا بذلك بل جعلوهم رهائن لتحقيق مصالح دنيئة.
شهود عيان من مخيم اليرموك أكدوا أن قوات الأسد والمسلحين المحتمين بالمخيم يقفون وراء الكارثة الإنسانية والمجازر البشعة هناك.
وقال الشهود في اتصالات خاصة بصوت الأقصى إن قرابة ألف وخمسمائة مسلح سوري يتحصنون في المخيم ويرفضون مغادرته في حين تحاصر قوات الأسد المخيم وترفض إدخال أي مساعدات غذائية للمدنيين حتى يخرج هؤلاء المسلحون الذين يمتلكون تمويناً جيداً ويرفضون الخروج.
وأضاف الشهود إن خيوط المؤامرة على مخيمات اللاجئين باتت واضحة لتشريدهم وضربهم بذريعة وجود مسلحين لم يحتضنهم أهالي المخيم أصلاً ويرفضون تواجدهم وطالبوهم مراراً بالمغادرة للحفاظ على دماء الأبرياء.
ولفت الشهود إلى أن أوضاع المخيم كارثية مؤكدين أن عشرات الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ ارتقوا جوعاً ناهيك عن المئات قصفاً على يد أطراف الصراع.
وطالبوا بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ ماتبقى من المخيم ونجدة المحاصرين وتحيدهم عن الصراع الذي يدفع ثمنه الأبرياء مشددين على أنهم رهائن لجماعات ونظام يبنى وجوده على جثث وآلام العزل .
بدوره أكد د.رامي عبده مدير المركز الاورومتوسطى لحقوق الإنسان أن مايجري في مخيم اليرموك بسوريا كارثة بكل المقايس فى ظل الصمت الغير مبرر من المجتمع العربي والدولي .
وقال خلال مشاركته في برنامج مع الحدث ظهر اليوم إن مايجري هناك انتهاك واضح لكافة حقوق الإنسان واللاجئون يتعرضون لنكبة جديدة ويموتون أمام الكاميرات هذه المرة.
وأضاف إن أكثر من 40 حالة وفاة سجلت جراء الجوع ومحاصرة المخيم من قبل قوات الأسد.
وحمل نظام الأسد والأونروا وكافة الفلسطينيين المسؤولية كاملة عن حياة اللاجئين لافتاً إلى أن التفاعل مع المجازر هناك لم يكن بالشكل المطلوب.
وأوضح أن النظام السوري يحاصر المخيم برفقة مجموعة من التنظيمات الفلسطينية ويرفض الوساطة لإدخال الغذاء والدواء للمخيم بحجة وجود مسلحين متحصنين بالمخيم.
من جهته قال على بدوان الكاتب والمحلل السياسي إن المخيم يمر بكارثة حقيقة مشيراً إلى الفصائل الفلسطينية عاجزة عن حل مشكلة المحاصرين .
وأضاف إن أكثر من 80 % من سكان المخيم مشردين خارج المخيم والباقين محاصرين ومعرضين للموت في كل لحظة.
وأوضح أن المجموعات المسلحة داخل المخيم تبلغ 15 مجموعة وحولت المنطقة لصراع مع النظام في ظل عدم رغبة الاهالى تحيديهم عن الصراع الداخلي في سوريا.
ولفت إلى أن المسلحين يرفضون الانسحاب من المخيم وذلك يوفر ذريعة لنظام الأسد لمحاصرة المخيم ومنع كل وسائل البقاء على قيد الحياة.
وطالب المسلحين المتحصنين بالمخيم بالانسحاب من المخيم وذلك بإجماع وتوافق وطني فلسطيني كامل.
وشدد على أن أهالي مخيم اليرموك هم من يدفعون الثمن فقط في ظل صراع النظام والجماعات المسلحة المتفرقة على مصالح خاصة.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire